ما هي العدوى الفيروسية؟
العدوى الفيروسية هي عملية تحدث عندما يدخل الفيروس إلى جسم الكائن الحي ويبدأ في التكاثر داخل خلاياه. الفيروسات هي كائنات دقيقة لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، وهي غير قادرة على الحياة بمفردها، لذا تحتاج إلى إصابة خلايا الكائنات الحية لتتكاثر. يمكن تصور الفيروس كـ”لص ذكي” يبحث عن فرصة للدخول إلى المنزل (الجسم) واستخدام موارده للتكاثر والانتشار.
كيف تنتقل العدوى؟
تنتقل العدوى الفيروسية عبر عدة طرق، منها الاتصال المباشر مع الشخص المصاب، أو عن طريق الهواء عند العطس أو السعال، أو عبر الأسطح الملوثة التي لمسها شخص مصاب. يمكن تشبيه ذلك بانتشار الروائح في الهواء؛ فعند رش العطر في غرفة، ينتشر العطر بسرعة ويمكن للجميع استنشاقه. الفيروسات تنتقل بنفس الطريقة، ولكنها تحتاج إلى كائن حي لتواصل دورة حياتها.
طريق الهواء
العديد من الفيروسات تنتقل عبر الهواء. عندما يسعل أو يعطس المصاب، تنطلق قطرات صغيرة تحتوي على الفيروسات في الهواء. يمكن لهذه القطرات أن تبقى معلقة في الجو لفترة، مما يجعل من السهل استنشاقها من قبل الأشخاص القريبين. يعتبر هذا الطريق من أكثر الطرق شيوعًا لانتقال الفيروسات، خصوصًا في الأماكن المغلقة.
التلامس المباشر
التلامس المباشر مع شخص مصاب يمكن أن يكون وسيلة فعالة لانتقال العدوى. قد يكون ذلك من خلال المصافحة أو التقبيل أو حتى المشاركة في استخدام الأشياء الشخصية مثل المناشف أو الأكواب. الفيروسات تبقى على الجلد أو الأسطح لفترة من الوقت، مما يتيح لها الانتقال بسهولة بين الأفراد.
كيف يهاجم الفيروس الجسم؟
بعد دخول الفيروس إلى الجسم، يبحث عن الخلايا المناسبة ليهاجمها. الفيروسات مثل القراصنة الرقمية التي تبحث عن ثغرة في نظام أمني، فهي تحتاج إلى مستقبلات معينة على سطح الخلايا للدخول إليها. بمجرد دخول الفيروس إلى الخلية، يقوم بإعادة برمجة مكوناتها لإنتاج نسخ جديدة منه. هذه النسخ تتكاثر بسرعة، مما يؤدي إلى موت الخلية في النهاية.
دورة حياة الفيروس
تبدأ دورة حياة الفيروس عندما يلتصق بسطح الخلية المضيفة. بعد ذلك، يدخل الفيروس إلى الخلية ويبدأ في استخدام مكوناتها لإنتاج نسخ جديدة منه. بعد إنتاج عدد كبير من النسخ، تنفجر الخلية المضيفة، مما يتيح للفيروسات الجديدة فرصة إصابة خلايا أخرى. هذه الدورة تتكرر مرارًا وتكرارًا، مما يؤدي إلى انتشار العدوى في جميع أنحاء الجسم.
كيف يحارب الجسم العدوى؟
يمتلك الجسم جهازًا مناعيًا قويًا يستطيع محاربة العدوى الفيروسية. الجهاز المناعي هو نظام دفاعي معقد يشبه جيشًا من المحاربين المدربين جيدًا الذين يحمون الجسم من الغزاة. عندما يكتشف الجهاز المناعي وجود فيروس، يبدأ في إنتاج أجسام مضادة تهاجم الفيروس وتدمره قبل أن يتمكن من الانتشار.
دور الخلايا المناعية
تلعب الخلايا المناعية دورًا حيويًا في الدفاع عن الجسم. بعض هذه الخلايا تهاجم الفيروسات مباشرة، بينما يساعد البعض الآخر في تنسيق الاستجابة المناعية. على سبيل المثال، الخلايا التائية تساعد في التعرف على الخلايا المصابة وتدميرها، بينما تساعد الخلايا البائية في إنتاج الأجسام المضادة.
طرق الوقاية من العدوى
الوقاية دائمًا أفضل من العلاج عندما يتعلق الأمر بالعدوى الفيروسية. اتباع العادات الصحية السليمة يمكن أن يقلل من خطر الإصابة. من المهم غسل اليدين بانتظام، وتجنب الأماكن المزدحمة، واستخدام الأدوات الشخصية بحذر. كما أن التطعيمات تلعب دورًا كبيرًا في الوقاية من العديد من الأمراض الفيروسية.
التطعيمات وأهميتها
التطعيمات هي واحدة من أكثر الطرق فعالية للوقاية من العدوى الفيروسية. تعمل اللقاحات عن طريق تحفيز الجهاز المناعي ليتعرف على الفيروس ويهاجمه في المستقبل. يشبه الأمر تدريب الجيش على مواجهة عدو محتمل قبل أن يشن هجومًا. بفضل التطعيمات، تم القضاء على أو تقليل انتشار العديد من الأمراض الفيروسية الخطيرة.
مقال ذو صلة: تحرير الجينات التطوري